الدولة هي الضامن للحياة المدنية البعيدة عن الروح الإفتراسية وعن التوحش، وفي الوقت نفسه القائمة على التنافس السلمي.
قال تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، وفي غمرة هذا التحول الإنساني الحضاري الفّز نشأ الجهاز المفاهيمي "المجتمع المدني" بصفته حقيقة اجتماعية تعبر عن جماعات مختلفة المصالح والانتماءات ومتميزة بأنماط مسلكية وثقافية، فالمجتمع المدني هو مجتمع شامل يضم عدداً كبيراً من المواطنين في علاقات مشتركة، إنه مجتمع منظم يخضع لإدارة سلطة سياسية ويحتاج إلى الاستقرار كي يحقق تقدمة وأهدافه وهو مجتمع مطالب بالحريات العامة اتساقاً مع وجود ثناية المعارضة والسلطة أو مع ثنائية السلطة والحرية.