قضية السلطة الدينية قضية "قديمة -جديدة"... عرفتها أمم غابرة، وثار الجدل من حولها في حضارات قديمة... ودفع الإنسان، من حريته وكرامته ورخائه، بل ومن إنسانيته ثمناً فاحشاً غالباً فادحاً وعظيماً. لقد حكم القيصر بالحق الإلهي والسلطة الدينية، وساد ذلك في أوروبا قبل المسيحية وبعد أن اعتنقت روما ديانة المسيح.. فهو مقدس لأنه – في الوثنية - ابن السماء، ولأنه – في المسيحية- رئيس الكنيسة وحليف الكهانة التي زعمت لنفسها حق احتكار الفهم عن السماء والحديث باسمها.. ولقد كان الثمن الذي دفعته الإنسانية في أوروبا بسبب سيادة هذه النظرية في حياتها السياسية فادحاً وفسيحاً. وتسربت عناصر هذه النظرية إلى قطاع محدود من الفكر السياسي في حضارتنا حيث دعا إليها نفر قليل من مفكري الإسلام، كما تسربت هذه النظرية إلى عقول العديد من المستبدين والحكام والسلاطين، فأعاقت تطور الأمة، وأثقلت عقلها بالقيود، ودفعتها دفعاً إلى مرحلة الجمود والتخلف التي شملت عالم الإسلام وكبلته وأثخنته بالجراح لعدة قرون! هكذا كانت أهمية الموضوع وهكذا كان الدافع إلى الخوض فيه والكشف عن خفاياه وغموضه ومسائلته حثيثاً، وهكذا كان عزمنا وعزيمتنا سديداً سعينا ورجاؤنا في ذلك رضاء الله وإرضائه، والله المستعان.
لقراءة المزيد والتنزيل بصيغة PDF ←