جاري التحميل...

مداخلات منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
حوار عن ثقافة الخوف

تعقيبات المشاركين والحاضرين على آراء محاضرة الدكتور عبد الرزاق عيد
منها تعقيب للدكتور برهان زريق:
إن الاتجاهات الفكرية والمدارس العصرية التي تتعامل حالياً مع الديمقراطية تتعامل فقط من زاوية مركز الفرد. ما هو مركز الفرد في النظام السياسي؟ كانت قديما فكرة النظام السياسي من حيث الدستور وعلاقة الاعضاء مع بعضهم. اما في الوقت الحاضر فالمركز الذي يشغله الفرد في النظام السياسي هو المعول عليه. وعلي هذا الاساس قسمت الانظمة السياسية الي ثلاثة اقسام. حيثما يكون الفرد هو العصب او البؤرة او حجر الزاوية في بناء النظام السياسي بحيث تتجه كل الاساليب والتقنيات نحو الفرد، وبحيث تكون الحرية هي الاساس. فهذا النظام يسمي النظام الطبيعي. حيثما تنتهك الاساليب والوسائل في سبيل الغاية هناك الانظمة الاشتراكية التي علمناها. حيثما لا يكون لا وسيلة ولا غاية هنالك انظمة دكتاتورية. حين نقول ان الحرية هي الاساس في الانظمة عندئذ نقول ان الحقوق ليست مكملة وليست رخصة في يد السلطة تحركها ، تحددها. والضرورة ليست هدفاً من اهداف المجتمع. يحاولون ان يدخلوا الضرورة كهدف من اهداف المجتمع اليوم هنالك علم جديد اسمه علم الدولة وغايته انه ليس هناك ضرورة. وقف الضرورة. اذا اردنا ان نعلق الحريات علي وجود الضرورة الفرد يتعلق وقت الضرورة. ويتجوهر وقت الضرورة. قال الكاتب احمد الامام كلمته المشهورة: في حرب تشرين، لم يكن هناك خلال ستة اشهر شخص واحد ينتهك الحريات في المواطنين. اذن نحن لسنا في حاجة وقت الحرب الي وقف الحريات.

حوار مع الباحث العربى برهان زريق
حاوره: آلاء سمساعة
رماة الحدق للخدمات الصحفية

الكاتب والباحث والمفكر الدكتور برهان زريق،،قادما من اللاذقية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في سوريا،، وجدناه في اروقة المؤتمر القومي العربي مناديا بالعروبة متلفعا جبة الإسلام،جامعا بينهما كفكر ومنهج حياة ،،رافضا ان تكون لاحدهما خصوصية دون الآخر . كانت هذه نقطة البداية في حديثنا الذي ايضا تناول عدة محاور اخرى تخص الأمتين العربية والإسلامية ،او الأمة العربية الإسلامية كما يراها الدكتور برهان زريق.
فجاء الحوار كالاتى:

* لماذا قام المؤتمر القومي العربي على صفة العروبة؟ اليس الإسلام اشمل للإجتماع عليه كدين ؟ ان اول من تفتقت لهاته بالعربية هو اسماعيل عليه السلام فالتقت العروبة مع الإسلام منذ ذلك الحين ،فهما لا ينقصلان وحرف الواو بينهما خطأ،العروبة هي الإسلام.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال اكثر من 95 حديثا عن العروبة، والقرآن لا يفهم الا باللغة العربية ثقافته العربية. امين نخلة يقول "الإسلام اسلامان ..إسلام بالعروبة وإسلام بالدين..كلنا مسلمون اذا كان اتباعا لمحمد مكلفا بلغته" ونحن نحاول ان نبرز القضايا المتعلقة بفضائل النبي وتعاليمه صلى الله عليه وسلم.
ونحن امة الإسلام امة غنية امتدت لكل العالم ،لكن التراث العربي هو جذر شخصيتنا وهو اللبابة والعروة الوثقى التي تقود الأمة، كل اقتصاد العالم كان منصب لدينا ،وكل مقاليد المعاهدات والحروب كانت بيد المنطقة العربية ،يقول جورج خضر "هناك حضارة واحدة هي الحضارة العربية ونحن ننتمي اليها".
في كل امة في العالم نحن نجد قوميات مختلفة مكونة لها ،ونجد دائما قومية اساسية تفرض التماسك داخل هذه الأمة،فنحن الحلقة الأساسية ونحن العنصر الذي يقود بقية العناصر المكونة للإسلام.

* المؤتمر القومي العربي ..هل ينادي بادبيات كحفظ التراث العربي والحضارة العربية ..ام انه يركز على اجندته السياسية؟ نحن نريد ان نأخذ الشخصية والخصائص والثقافة والروح العربية لدى الشعوب وننميها وننفخ فيها، الآن الثقافة هي التي تبني الشعوب كما يقال"اعطيني ثقافة اعطيك وحدة"والآن الثقافة العربية الإسلامية تنمو جيدا.

* لكن الان الفضائيات العربية التي يعول عليها ان تنقل الثقافة العربية نجدها وجه غير مشرف للعرب ولا تهتم الا بالأغاني الهابطة والأفلام الرديئة؟
لا..بعض الفضائيات العربية لاتزال مهتمه بالثقافة العربية وليست كلها تافهة.

*للدكتور برهان عدة كتب قيمة تناول فيها جوانب مختلفة ومفاهيم عدة تخص الأمة الإسلامية ،منها كتاب "الصحيفة، ميثاق الرسول في دولة يثرب،أول دستور لحقوق الإنسان"،،هذا اسم لكتاب يستحق ان نقف عنده،فطلبنا من الدكتور ان يستعرض معنا اهم النقاط التي تناولها هذا الكتاب؟
يتناول هذا الكتاب العقد الذي قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهالي يثرب وسمي بالصحيفة أو ميثاق الرسول ،الدستور هو حريات الانسان وحقوقه والقيود التي يقيد بها الفرد من قبل السلطة ،واول وثيقة قيد فيها الحاكم نفسه بنفسه هو دستور الرسول صلى الله عليه وسلم "وأنكم مهما اختلفتم في شئ ،فان مرده إلى الله والى محمد" هكذا جاء في الصحيفة.
أهم حدث في التاريخ ان الحاكم يدون على نفسه "هذا كتاب من محمد النبي (رسول الله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ،ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم". وأنا أحاول ان ابرز هذه الناحية ،لهذا التراث المحمدي الجبار.
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"القضية والمشروع ليس مشروع محمد كفرد لكنه اكبر من ذلك ،هي وحدانية الله عز وجل،والعبودية له.
هذه الخصائص انعكست على الدستور لقد وعى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ان القيام بهذا الانقلاب الحضاري الضخم لا يتم إلا بإنشاء دولة ، كما وعى ان إقامة مجتمع دولة عسير التحقيق دون مساهمة فكرة الحق في إنهاض هذا المجتمع ، والتدوين هو الشكل الأمثل لاستيعاب فكرة الحق وازدهارها .
ولقد أكد علماء الأخلاق ان دعامة القاعدة الخلقية في جلائها ،وهكذا ومن هذا المنظور العلمي استشف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أبعاد القضية ،وستشرف آفاقها ،ووجد ضرورة وضع دستور لهذه الدولة الجديدة ،ثم تدوين هذا الدستور في وثيقة مكتوبة. لكن هذه الوثيقة انتكست بعد محمد صلى الله عليه وسلم ،لم نرها في زمن الصحابة ،ثم طمست على مر عصور المسلمين ،لماذا لم يعر المؤرخون ورجال الفقه هذا الدستور ويعطوه الأهمية اللازمة ،دراسة وتمحيصا وتحليلا وفهما وإفهاما ؟
لو رجعنا إلى كتب التراث لاتضح لنا ان هذه الكتب لم تتطرق إلى هذا الدستور إلا من خلال إشارات عابرة وطارئة ومجتزأة ،وهذه الإشارات أتت على يد المؤرخين الذين كيفوا الدستور كحدث اجتماعي ،وليس كحدث سياسي وقانوني سامق.
قد يدلل البعض بان النظم السياسية في تاريخنا لم تكن بحاجة إلى وجود دستور باعتبارها أحيلت إلى القرآن الكريم وأحكامه،والرد على ذلك بسيط جدا ،هو،الم يكن أولى بالرسول صلى الله عليه وسلم ،وهو النبي والقائد والزعيم ان يكتفي بهذه الإحالة إلى القرآن الكريم ويترك الأمور غامضة دون ان يقيد نفسه بأي نص دستوري؟
ان القرآن الكريم ،وهو الدستور الأزلي،لا يمكن ان يقيم نظما سياسية وبرامج تفصيلية للحياة ،وإنما يقرر انطلاقات كبرى ومبادئ وأصولا عامة للحكم..العدالة..الشورى..التكافل الاجتماعي..المساواة.
ولقد أدرك هذه الحقيقة الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقد أكد على عبد الله بن العباس في محاججة الخوارج إلا يخاصمهم بالقرآن، إذ انه حمال (أي يحمل معاني كثيرة )ذو وجوه،تقول ويقولون ،ولكن حاججهم بالسنة ،فإنهم لن يجدوا عنها محيصا .

* البند الذي استوقفني حقيقة من كل بنود الصحيفة او الدستور هو البند الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم" ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن "، ارتباط هذا النص المحمدي بواقع الحكومات العربية الآن التي تنصر الكفار واعداء الأمة على المؤمنين، وتحارب حركات المقاومة الإسلامية في بلاد المسلمين المحتلة لتزيد تقربا من الدول التي تحتل بلاد المسلمين ؟
الجنرال بيتان بالحرب العالمية الأولى انتصر انتصارا كبيرا جدا وطوقت راسه بالفخار وكل فرنسا احترمت له هذا النصر،بالحرب العالمية الثانية هادن بيتان النازيين لانهم كانوا بطاشين ،كان في ظنه انه بمهادنته هذه يستطيع ان يمسك عنان الشدة النازية ،قالت فرنسا عنه حينها انه خائن ولم تغفر له،فليس معنى ان تقوم الحكومات العربية بهذه الأعمال،وقوفها مع العدو في وجه المقاومة ،لايعني اطلاقا انها على حق، بل انها تكون قد خرجت من الملة.
في زمان الاسلام الاول آمن رجل من عمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وكانت بيد هذا الرجل تجارة القمح ،فسمع ان المشركين بقريش آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم فقرر قطع القمح عنهم ،فقلقت قريش من منع هذا الرجل اياهم طعامهم ،فذهبوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم يترجوه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم يا فلان لاتقطع عليهم طريق قوتهم..اذا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرض بمنع القوت عن الكافرين ،فما بالك بان يقطع المؤمنين على المؤمنين .
ما يصنع بغزة الآن من حصار ومنع الطعام لا يجوز مطلقا،تفتح الحكومة المصرية المعابر حينا وتغلقها حينا اخر .

* حدثنا عن رأيك في حرب غزة؟
انا كتبت كتابا عن حرب غزة وسيخضع للطبع قريبا.

* هل انت في صف حركة المقاومة الإسلامية حماس؟
طبعا..ولا يجوز لنا الا ان نكون معها.

* البعض يتهم حماس بانها اشعلت الحرب في غزة اشعالا واستخدمت المدنيين والعزل من الفلسطينيين كدروع بشرية اثناء الحرب؟
هؤلاء الذين يقولون ذلك نحن نسميهم المعوقين..المرجفون في المدينة.
نقر ان هنالك اختلاف في الطبائع البشرية ,هذا صلب وهذا لين،هذه فطرة الله ، وهذه حقيقة الأشياء ، ولكن وقت الشدة يتعصب الانسان اجبارا، اذا اعتدى احد على اختي مثلا فانا اقف امامه بصلابة واتعامل معه بشدة، لأن الظرف اجبرني على ذلك .
وقت الشدة كلنا مع حماس، مع الأمة،مع حزب الله، مع المقاومة عموما، الأمة تتمدد وتتقلص، تزيد قوة وتزداد ليونه حسب الظرف، اذا استعرضنا الأمة الاسلامية نجد فيها حركة الليونة والدعة قد بدأت بالمعتزلة، كانوا هم فلاسفة وفرسان الفكر، ثم غابت هذه السمة العقلانية مع البدو الذين اتوا من آسيا كالسلاجقة وغيرهم واتى التشدد وانطبع الاسلام بطابع القوة.
نحن لا نستطيع ذم ولا مدح هذا الطابع التشددي ،فهو نتيجة طبيعية للحركات التي طغت على الأمة الاسلامية كالصليبيين والمغول ، ثم التشرزم الداخلي والفرقة،فكان لابد من وجود من يضبط الوقائع وقتها.

* ما رأيك الخاص في المتصوفة وحركات التصوف التي تعم بلاد المسلمين؟
اولا فكرة الامامية فكرة غير عربية وغير اسلامية ، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان في هيئة اصحابه وشكلهم،في مرة دخل رجل على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"اين محمد" وكان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا وسط اصحابه لايتميز عنهم.
اما المتصوفة فهي انواع، المتصوفة الاسلامية التي تؤمن بجوهر الدين وتقاليده واركانه فقط، ولم يغيروا بقضاياه شيئا، هذه نسميها المتصوفة السنية.
المتصوفة الأخرى اخذت في التأويل، منهم من غاص في الابتعاد حتى وصلوا درجة الحلول، ان ينحلوا بالله عز وجل،سبحانه، يقولون"نحن روحان سكنا بدنا..روحه روحي وروحي روحه.. ان شاء شئت وان شئت شاء".

* لديك دكتور برهان كتاب تحت عنوان"المرأة في الإسلام..قراءة معاصرة"، ما هي الخطوط العريضة للفكرة التي تناولها الكتاب؟
انا أردت في هذا الكتاب تألق الإسلام، ان نرى الإسلام في جوهره وقد حاولت ان أتألق بالمرأة، ان اجعلها جوهرة تضئ بالإسلام وبالقيم وبالروح. كان هنالك صحفي سويسري ذهب إلى المغرب يريد ان يكتب تقريرا عن المغرب،وكان يحاول ان يكتب ع كل ما يراه ،فرأى امرأة عربية تلبس الحجاب الذي كانت ترتديه أمهاتنا في الماضي والآن بناتنا ،شده المنظر فطرق عليها الباب وطلب ان يدخل ،رأى هذا الرجل في بيت المراة الغربية الإسلامية هذه انها تتألق في بيتها بالورد والياسمين ،وتسمع الدعة في حديثها،فهي لا تصخب،لا تسمع فيها رجزا..
المرأة العربية والإسلامية تهتم بالشعر وبالفن وبالأدب ،هذا التألق الكبير نريد ان نقف عنده في المرأة ولا نقف فقط عند قضية اللباس رغم انها مهمة ،الإسلام يقول لباس المراة لا يشف ولا يصف ، المراة التي تبرز من ملابسها جميع جسدها هذه لا نريدها ، أما التي تلبس زيا ساترا لا يستطيع الرجل ان ينظر إليها على غير ما تحب لأنها متحجبة عنه ، إنما إذا أراد الحديث معها ومحاورتها والوقوف على طبيعة تفكيرها فهذا لا يضرها أبدا.
الرسول صلى الله عليه وسلم في زمانه كان يجتمع بالنساء في المدينة ويلقنهن دروسا في تعاليم دينهن.

* ايضا هناك كتاب "امكانات ومكانة الحرية والديموقراطية في المشروع النهضوي العربي الراهن،رؤية واستشراف"،الديموقراطية في البلاد العربية معتلة وتكاد تكون ميتة،مارأيك؟
الديموقراطية لا تحيا إلا في جو الاستتباب ،عندما حصل التوتر بقلب الأمة شددوا على الحكم ثم بالتالي بعدنا عن جوهر الديموقراطية . لدينا بالفقه فرق بين ممارسة السلطة وإسناد السلطة ،هذه شرعية وهذه شرعية اخرى ،ولن تصح هذه الأمة إلا بإسناد السلطة بشكل شرعي . انا اعتبر قمة الشرعية جمال عبد الناصر لأنه هموم الأمة ودموعها ،والصدق مع الأمة هو المشروع الأهم ،وجمال عبد الناصر هو أكثر إنسان في الدنيا عمل لصالح الطبقات الفقيرة وأزال الفوارق بين الطبقات .

* كتاب "نحو نظرية عامة في العرف الإداري"الذي حصلت به على درجة الدكتوراة،لابد انه كتاب مهم،دعنا نسأل عن الرؤساء العرب بعيدا عن الديموقراطية والأسس السياسية للحكم،كيف هم كإدرايين لبلادهم؟
هنالك محاولات فنية وعقلية ،ليس هناك دولة تأخذ العقل والمنطق وتقوي التنظيم إلا انتهى بها الأمر إلى صنع خصائص الدولة الحديثة وتختلف النتيجة حسب إمكانياتها ومواردها.
يمكننا ان نقول ان الرؤساء العرب لا بأس بهم كإداريين بعيدا عن كونهم سياسيين،وبعضهم جيد الى حد ما.

* البعد القانوني لقضايا الأمة؟
إذا افترضنا ان الله خلق الكون غمر من ماء ثم بدا يكون فيه نواة للأشياء فيجب ان يكون هناك نظام قانوني يعبر عن هذه الأشياء ،فالقانون هو المعرض التلقائي الطبيعي للتعبير عن الأشياء لأن كل شئ له تعبير قانوني مطلقا ،ومن لم يكن له تعبير قانوني فهو ناقص .
في قضية مؤتمرنا هذا يجب ان يكون هناك بعد قانوني يجتمع عليه جميع العرب ،يكون قادر على الدفاع عن قضايا الأمة كقضية السودان مثلا.

* هل البعد القانوني هل يُعول عليه لأخذ الحق لأطفال غزة بعد ما وقع عليهم في الحرب الأخيرة؟
نحن الآن ضعاف وما لم نكن موحدين لا نستطيع فعل شئ ،الوحدة تصنع كل شئ،الوحدة في الدستور،الوحدة في الرأي ،في الأمل في العمل.

* وقضية منتظر الزيدي من حيث ما فعله وما وقع عليه من عقاب؟
لم يبق عربي لدينا في سوريا إلا هلل لما فعله الزيدي ،وأصبح مثل أعلى للنضال ،وأصبح حذاؤه موضع اهتمام الكل حتى الفنانين والصناعيين ،وأصبح يوظف في مجالات عدة وفتق معاني كثيرة .
أما العقوبة فكان معلوما انه لابد سيعاقب، لان الحكومة التي حوكم في ظلها هي حكومة أتت مع الاحتلال وتدافع عن المحتلين.

* اتحاد المحامين العرب كان في بداية قضية منتظر واقفا وبشده للدفاع عنه،لكننا بعد ذلك لم نر نتيجة لوقفته تلك؟
اتحاد المحامين العرب جيد، لكن إمكانية الوقوف في وجه الحكومة العراقية في قضية كقضية منتظر الزيدي، فلا مجال لفعل شئ.

كلمة موجهة إلى طلاب مدرسة جابر بن حيان الابتدائية في اللاذقية ألقيت بمناسبة الاحتفال بعيد الأم:

يطل علينا في مثل هذا اليوم من كل سنة، يوم عظيم مجيد، فتضج القلوب، بأفراحها وتمتلئ النفوس بغبطتها وسرورها، وتمتلئ الحياة بأريجها وعطرها، وتكتسي الأزهار بأزهارها، فتدق الطبول وتنقر الدفوف، وتقام الأفراح وتذبح الذبائح، وتنطلق الألحان والأنغام لتحيي وتمجد وتقدس أغلى وأطهر وأنقى وأحن وأعطف وأكرم المخلوقات، صانعة الرجال وملهمة الأبطال ومربية الأجيال، البسمة الحلوة والأمل الفريد وبلسم الجراح، أم الأنبياء والعلماء والشعراء أم الناس جميعاً، أم الأغنياء وأم الفقراء أمكم وأمهم وأمنا ....أمي.

ما أعذب هذه الكلمة تنطلق فتسكب في أذني أنغاماً وفي القلب ألحاناً، فتغمر الصدر مودة وحناناً، رمز الحنان ورسول السلام وملاك العطف والأمان، حملتني وهناً على وهن وأرضعتني من لبن ثديها الكريم أشهى وأعذب وأرق وأنبل العواطف، فكانت تكد وتتعب وتسهر الليل والنهار فتعصر نفسها من أجل إضاءة حياتي بنور العلم والعرفان وهدي الأخلاق والإيمان.

وأخيراً مهما أوتينا من قدرة على للتعبير للوفاء لهذا الملاك الطاهر الأمين لعجزنا ولو اتخذنا من ماء البحر مداداً للتعبير عن ذلك ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وحسبنا صوت السماء يصرخ وينادي في أذن الانسان مهيباً به أن يحسن إلى أمه، مقرناً ذلك بطاعة الله، وحسبنا قول الرسول الكريم: أمك ...أمك ...أمك ثم أبيك، وأنتم يا إخواني حبوا أمهاتكم فحب الأم هو من حب الله، فالجنة تحت أقدام أمهاتكم قرة أعينكم وحشاشة أكبادكم، ورحم الله الشاعر حيث قال:

الأم مدرسة إذا أعددتها        اعددت شعبا طيب الأعراق

مداخلته أثناء مناقشة رسالة الماجستير لابنه المهندس سامر زريق

الدكتور برهان زريق في حديث لراديو روح