ما هو عالم الخليقة ومما هي مسألة الغيب والشهادة ومركز الإنسان في الكون وصلته بالكائنات الأخرى ثم موقفه المتميز من المسائل الكونية الأخرى
تتطابق- باستثناء بعض الاختلافات- المفاهيم اللاهوتية الأساسية للإسلام مع المفاهيم اللاهوتية اليهودية والمسيحية، وسوف نحصر معالجتنا في هذه الدراسة على المفاهيم اللاهوتية الأهم وهي: الله- عالم- الخليقة- النفس الإنسانية- يوم الحساب، باعتبارها تشكل العناصر الأساسية في نظام العلاقات مع الإنسان.
ولا شك فالله تعالى هو المركز البؤري المركزي النووي في هذا العالم، فهو الخالق- البارئ- المصور- الملك- المهيمن- العزيز- المتكبر-القهار-المذل- الرقيب- القوي- المعين- الحي- المقتدر- المتعال- المستقيم.
قال الله تعالى في وصف نفسه:
هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم –الحشر-24.
ويترتب على تفرد الله تعالى، الوحدة المتكاملة لسائر أجزاء الكون من «حيث هو صادر عن الإرادة المطلقة المباشرة له»، فهذه الوحدة لا تفترض التناسق والتعاون بين أجزاء الكون المادية فحسب، وإنما بين أفراد الإنسان أيضاً، بحيث يصبح الأصل في الوجود الاجتماعي هو التعاون والتكامل، بين الجميع، والقول إن الإسلام هو دين التوحيد لا يعني توحيد الله وتوحيد الأديان في دين الله فحسب، وإنما يعني أيضاً الوحدة بين القوى الكونية جميعاً، والوحدة بين العبادة والمعاملة وبين العقيدة والسلوك وبين الروحيات والماديات وبين القيم الاقتصادية والقيم المعنوية، فالوحدة والتعامل والتناسق والاتساق بين كافة موجودات الأكوان باعتبارها صادرة عن مصدر واحد هو إرادة الله تعالى.
واستطراداً فالملحدون المجدفون لم يعدموا تمسكهم بمناهج ونظم ومبادئ تدلل بوجهات نظرهم، ويبرز هوستن سميث هذه المناهج في الاختزالية، ومذهب التفكيك
هذا ونشير إلى أن الكلام على جوهر الله وذاته لا طائل منه إذ كم هو الخطأ اللهاث وراء ذلك، وخير ما يفسر هذه الحقيقة قوله تعالى: ليس كمثله شيء.
لقد شاهدت امرأة عجوز طاعنة في السن الجماهير الغفيرة تخرج مودعة جنازة إمام الحرمين، فتساءلت عن السبب فقيل لها هذه جنازة الرجل الذي وضع خمسين حجة في إثبات وجود الله، هنا أجابت العجوز فوراً وهل يحتاج وجود الله تعالى إلى إثبات.
وسئلت عجوز أخرى عن مكان وجود الله فأشارت بيدها إلى السماء وقد سمع الرسول قولها فأقره وقال: هذا هو محض إيمانها.