في زمن بتنا نسمع فيه عن الهوية التركية والفارسية والفرنسية والأمريكية والروسية والانكليزية ....فهل لهذه الأمة الممتدة من المحيط إلى الخليج والتي توحدها لغة واحدة وتاريخ واحد ووحدة مصير واحدة...هل لها هوية...هل يحق لها أن يكون لها هوية...أم أنه حلال لباقي الأمم وحرام على أمتنا
لم يكن تبلور الهوية العربية قضية منجزة فكرياً واجتماعياً وسياسياً وذو نهاية واضحة، بل إنها قضية صيرورة وتكوين متدرج من التحول والتفاعل والازدهار والركود، فالعرب استطاعوا أن يصلوا إلى الوحدة عبر تكوين أمة واحدة، تلك التي حصروا هويتهم فيها، بل وصل بهم الأمر إلى تقهقر مشاريعهم القطرية التي وصلت بدورها إلى طريق مسدود، حتى التفتيت في بعض الأحيان.
كما أدى الفصل بين النهج الديمقراطي والنهج الوطني والقومي المعادي للاستعمار والتبعية، ذلك الفصل الذي كان قصريا إلى إقامة أنظمة استبدادية بوعي أو عن جهالة.
ولعلنا نتحول بفضل الشباب العربي الصاعد عن الحالة السالفة الذكر إلى ما يؤدي إلى تحديد الهوية العربية بلورتها وحمايتها فكرياً واقتصادياً واجتماعياً، بثوب جديد يمزج بين الديمقراطية والتحرر ويعملان كلاً واحداً لا يتجزأ.