تنسب كلمة السياسي للسياسة، والسياسة مصدر من ساس بمعنى دبر ونهى وأمر، وهي كذلك القيام على الشيء بما يصلحه، فيقال: هو يسوس الدواب، إذا قام عليها وراضها، والوالي يسوس رعيته، يقال: سست الرعية إذا أمرتها ونهيتها، ويظهر النظام السياسي من خلال هذا التعريف، وكأنه كأي كُلٍّ نظامي آخر، أي وكأنه لا يتفرد بأية خاصة تميزه عن الأنظمة الأخرى، ولكن للنظام السياسي خصائص فريدة، وأهمها قيامه على علاقة بين الحكام والمحكومين، بحيث يستطيع الحكام أن يكرهوا المحكومين على طاعة أوامرهم، وحيث لا يكون مثل هذا القهر – كما يسميه ابن خلدون – لا يكون نظام سياسي، ولذلك يعرف (ألموند) النظام السياسي: ((بأنه نظام التفاعلات الذي يوجد في جميع المجتمعات المستقلة، والذي يقوم بوظائف التوحيد والتكيف، ويؤديها في الداخل وتجاه المجتمعات الأخرى، ويمارس هذه الوظائف باستخدام القسر المادي أو بالتهديد باستخدامه، سواء أكان استخدامه له شرعياً شرعية تامة، فالنظام السياسي هو القيم الشرعي على أمن المجتمع، والصانع الشرعي لما يحدث فيه من تغيير)).