ماهية الحوار ومعناه وشروطه، والحوار مع أصحاب المكونات الواحدة، والحوار مع الآخر، ما هي ثمراته وقطافه، وما أمس الحاجة إليه بعد سنين من الخلاف والقتال ومحاولات التذويب.

تزامن الحوار مع الإنسان منذ فجر الحضارات، وتواكب مع مسيرته وحله وترحاله، ولقد اتسعت دائرة الحوار شيئاً فشيئاً حتى بلغت ذروتها نتيجة التطور البعيد والعميق الذي شمل الحياة وأوجها ومظاهرها، وخاصة نتيجة الثورة المعلوماتية التي شهدها العالم خلال العقود الماضية.
وها هو المشروع الدولي يتابع خطواته مع جميع الأطراف بغية الوصول من خلال الحوار إلى اتفاقيات متعددة الأطراف تتعلق بحقوق الإنسان، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2001 عاماً للحوار بين الحضارات، ودعت الحكومات لتنفيذ برامج ثقافية وتعليمية واجتماعية لتعزيز مفهوم الحوار بين الحضارات.
ولقد تناول الكتاب في قسمه الرئيس الأول النظرية العامة للحوار في حال السكون، أي بنائه وشروط تكوينه ومقوماته وأزمته وضمانته وأخلاقياته.
أمت القسم الثاني فيتناول النظرية في حالة الحركة وتطبيقها في مجالات الشعر العربي والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والحضارة العربية الإسلامية، ثم حوار ثقافتنا مع الثقافات الأخرى.