لا نعرف حركة في الإسلام أخذت مثل هذا القدر من الاهتمام مثل التصوف، إذ عجز الدارسون والباحثون عن التوصل إلى رأي مقنع في اعتبارها علماً أو طريقة، كما عجزوا عن تحديد المواصفات اللازمة للمنتسب إليها، الأمر الذي ترك آثاراً سلبية في استقرارها، فبدلاً من أن تكون سهلة مبسطة، حولت إلى أشكال صعبة ومعقدة، هكذا بحثوا عنها في العلم فغابت الطريقة، وبحثوا عنها في الطريقة فغاب العلم، ورأوا أن تكون حركة فغادرت أهداف الحركة، فما كان منهم إلا أن جمعوا تلك الأهداف بكل ما فيها من دلالات وما تنطوي عليه من مضمون ذهني وخلقي تتأبى إيصاله إلى الجماهير مما حولها إلى ممارسات وطقوس عاطفية معينة.

بادئ ذي بدء الصوفية أصلاً، مشتقة من صفاء القلب أو صفاء النفس، أو مأخوذة من لبوس الصدق الذي كان ظاهراً في حياة الأنبياء والأولياء، أو من صفاء المعاملة مع الله، فهي أخلاق وتنسك وتعبد. ولا نعرف حركة في الإسلام أخذت مثل هذا القدر من الاهتمام، إذ عجز الدارسون والباحثون عن التوصل إلى رأي مقنع في اعتبارها علماً أو طريقة، كما عجزوا عن تحديد المواصفات اللازمة للمنتسب إليها، الأمر الذي ترك آثاراً سلبية في استقرارها، فبدلاً من أن تكون سهلة مبسطة، حولت إلى أشكال صعبة ومعقدة، أصبح الباحث كمن يضيع في الصحراء دون معالم، هكذا بحثوا عنها في العلم فغابت الطريقة، وبحثوا عنها في الطريقة فغاب العلم، ورأوا أن تكون حركة فغادرت أهداف الحركة، فما كان منهم إلا أن جمعوا تلك الأهداف بكل ما فيها من دلالات وما تنطوي عليه من مضمون ذهني وخلقي تتأبى إيصاله إلى الجماهير مما حولها إلى ممارسات وطقوس عاطفية معينة.