ما انفك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقبل على الحياة، يمجدها، يعززها، فإذا شاهد القمر ناداه: اللهم أهله علينا عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ "، وفي موضع آخر يقول: " إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا ". ولا عجب في ذلك فهذه الروح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هي روح القرآن الكريم، أفرغت وسكبت في وجدانه عليه الصلاة والسلام، وتلك الروح تنبث في آيات الذكر الحكيم: " فلا اقتحم العقبة" و" السابقون السابقون أولئك المقربون". تلك الروح الواثقة المعززة بالتفاؤل والإيمان بتقوى الله، زينت وكللت تاريخنا، واستطاع سلفنا الصالح وأجدادنا أن يدخلوا بها التاريخ ويبنوا حضارة وارفة الظلال خلال فترة وجيزة ولا شك أن تاريخنا تخللته القمم الباذخة وبعض الوهاد، لكن فكرة التقدم كانت دوماً تغذ السير وتواكب الخطى وتخط صفحات المجد. ونحن في المقبل من هذا المخطوط سنسجل كيف واكبت فكرة التقدم وعينا وسجلت أريج أرواحنا ودقات قلوبنا وأنين عقولنا وزفرات قلوبنا.

التفاؤل ومعانقة الحياة والتقدم فكرة راسخة ومفتاحية في بنائنا الفكري، سواء بجذعه العربي أو الإسلامي، وهي ثقافة ارتياد وإقبال على الحياة وبهجة وسرور وعزيمة وإصرار ومضاء، يقول الإمام الحسن البصري: " ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن، آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني لا أعود إلى يوم القيامة ". وما انفك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقبل على الحياة، يمجدها، يعززها، فإذا رأى زهرة داعبها بأنامله وقبلها وشمها بشوق وحبور وحنو، وإذا شاهد القمر ناداه: اللهم أهله علينا عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ "، وفي موضع آخر يقول: " إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا ". ولا عجب في ذلك فهذه الروح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هي روح القرآن الكريم، أفرغت وسكبت في وجدانه عليه الصلاة والسلام، وتلك الروح تنبث في آيات الذكر الحكيم: " فلا اقتحم العقبة" و" السابقون السابقون أولئك المقربون". تلك الروح الواثقة المعززة بالتفاؤل والإيمان بتقوى الله، زينت وكللت تاريخنا، واستطاع سلفنا الصالح وأجدادنا أن يدخلوا بها التاريخ ويبنوا حضارة وارفة الظلال خلال فترة وجيزة ولا شك أن تاريخنا تخللته القمم الباذخة وبعض الوهاد، لكن فكرة التقدم كانت دوماً تغذ السير وتواكب الخطى وتخط صفحات المجد. ونحن في المقبل من هذا المخطوط سنسجل كيف واكبت فكرة التقدم وعينا وسجلت أريج أرواحنا ودقات قلوبنا وأنين عقولنا وزفرات قلوبنا. وسنتناول هذا الموضوع من الزاويتين الآتيتين: وسنتعرض إلى جانبين في الموضوع: فكرة التقدم في حضارتنا في العصر الوسيط. -فكرة التقدم لدى مفكري ورواد النهضة العربية الأولى الحديثة وكيف عالجوها.